الحياة الاقتصادية في الحضارة الإسلامية
نحن سعداء بتشريفكم موقعنا، فأهلا بكم زوار موقع "امـيـر الـحــل" وأهلاً بكم عقلا راقيا وفكرا واعيا وكلنا أمل بأن تجدوا في موقعنا ما تبحثون عنه في شتاء المجالات منها الدراسة والتعليم اخبار النجوم والمشاهير العلوم والتكنولوجيا افلام ومسلسلات روايات وقصص اسئلة وحلول الغاز ثقافية ونسعى أن نقدم لكم ما يسعدك ويطيب خاطركم ونتمنى قضاء وقت ممتع.
الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الحضارة الإسلامية
تميزت الحياة الاقتصادية في الحضارة العربية الإسلامية بازدهار الأنشطة الاقتصادية الزراعية والصناعية والتجارية والحرفية .
أولا : الزراعة :
ازدهرت الزراعة وتربية الحيوان في الحضارة الإسلامية لأسباب عديدة أهمها :
أ – اتساع أراضي الدولة الإسلامية وتنوع مناخاتها وأصناف تربتها واختلاف أقاليمها ووفرة آبارها وعيونها وأنهارها .
ب - لأنها المصدر الأول للمواد الغذائية التي يعتمد عليها الناس في غذائهم.
ج- لأنها المصدر الأول للمواد الأولية اللازمة للصناعة.
د- لأنها الحرفة الرئيسية التي اشتغل بها عدد كبير من سكان الأقاليم الخصبة في الدولة الإسلامية مثل خراسان وبلاد ما وراء النهر وجنوب فارس (إيران حاليا) والعراق وبلاد الشام واليمن ووادي النيل والمغرب والأندلس ( أسبانيا حاليا).
إقرأ أيضاً : النظام العسكري في الحضارة الإسلامية.
۲ - مظاهر اهتمام المسلمين بالزراعة : هناك مظاهر عديدة دالة على اهتمام المسلمين بالزراعة في الحضارة الإسلامية ، ومن أهم هذه المظاهر :
أ - العناية بتوفير وسائل الري وبناء السدود وشق القنوات، وإقامة الجسور والقناطر وحفر الترع ، وتجفيف المستنقعات وترشيد استخدام المياه ،و تخصیص دیوان ( وزارة خاصة) بالماء.
ب - استصلاح الأرض ومعرفة السماد الصالح لكل نوع من النبات ، واستغلال الأرض الزراعية أحسن استغلال .
ج - معرفة أهمية التلقيح و تطعيم الأشجار من بعضها البعض للحصول على أصناف جديدة.
د- الاهتمام بإحياء الأرض ، والعمل على استصلاحها وزراعتها، والتركيز على زراعة الأزهار لاستغلال عطورها ودهونها.
إقرأ أيضاً : النظام المالي في الحضارة الإسلامية.
3 - المحاصيل الزراعية في الحضارة الإسلامية : نتيجة التنوع المناخ وخصوبة
التربة واتساع الأرض الصالحة للزراعة وتوفر الأنهار الكبرى في الأقاليم المختلفة للدولة الإسلامية ، تعددت وتنوعت وتكاثرت المحاصيل الزراعية مثل : الحبوب والخضروات والفواكه والقطن والزيتون والتمور والكروم والأعلاف ، مما أدى إلى ازدهار تربية الحيوان و تعاظم الثروة الحيوانية وإدخال سلالات نباتية وحيوانية جديدة .
إقرأ أيضاً : النظام القضائي في الحضارة الإسلامية.
ثانيا : الصناعة :
اشتهرت الحضارة الإسلامية بالعديد من الصناعات ، أهمها :
١- الصناعات الكيميائية : كالأدوية والعطور والصابون والأصباغ .
۲ - الصناعات المعدنية : كصناعة الأسلحة والسفن والسيوف والخوذ والدروع، وأدوات الزراعة : كالمحراث والفأس، وأدوات الطباخة والتحف المنزلية والبارود وغيره من الصناعات الذهبية والفضية والنحاسية.
٣- الصناعات الزجاجية والخزفية : كصناعة شالأواني الزجاجية المزينة بالنقوش والرسوم المختلفة.
4 - الصناعات الغذائية : مثل صناعة السكر ومنتجات الألبان، وتجفيف الخضار والفواكه، وتجفيف الأسماك.
ه - الصناعات النسيجية : مثل صناعة
الملابس الحريرية والصوفية والقطنية
والكتانية ، وصناعة البسط والسجاد، وصناعة الورق.
6- الصناعات الميكانيكية : مثل صناعة الإسطرلاب والبوصلة والإبرة المغناطيسية والميزان والساعة وآلات الرصد الفلكي وآلات قياس الكواكب وقياس محيط الأرض.
إقرأ أيضاً : النظام الإداري في الحضارة الإسلامية.
ثالثا : التجارة :
1- أسباب ازدهار التجارة : ازدهرت التجارة في الحضارة الإسلامية لأسباب عديدة ، أهمها :
أ- تشجيع الإسلام على العمل في التجارة .
ب - تنوع المحاصيل الزراعية في بلدان الدولة الإسلامية .
ج - تعدد الصناعات في معظم مناطق الدولة الإسلامية.
د - شق القنوات وإنشاء الموانيء وتطوير صناعة السفن.
ه - كثرة الأموال واتساع الثروات ووحدة النقد ( الدينار الإسلامي ) للتعامل التجاري في مختلف أنحاء الدولة الإسلامية .
و - ابتكار المسلمين لبعض النظم المالية والتجارية.
ز- اهتمام الخلفاء بتسهيل وتنظيم سبل التجارة، وإنشاء الأساطيل لحماية السواحل وطرق التجارة البحرية.
ج- انتشار الأمن الداخلي ومراقبة الموازين والمكاييل ومطاردة اللصوص .
ط - معرفة طرق تجارية جديدة وإنشاء مراكز لراحة المسافرين والتجار وقرب موانئ الدولة الإسلامية من مراكز الأسواق التجارية العالمية
ي - تفوق المسلمين في صناعة السفن وأدوات الملاحة، ومعرفتهم البوصلة ذات الإبرة المغناطيسية والإسطرلاب والساعة، ومختلف فنون الملاحة البحرية، ومعارف الرحلات الجغرافية .
ك - دور الأنهار والبحار والمضايق العربية في تسهيل الاتصال التجاري بين بلدان الحضارة الإسلامية وبلدان العالم.
۲ - طرق التجارة : كان هناك نوعان من الطرق التجارية في الحضارة الإسلامية ، هما:
أ – الطرق البرية : وهي، الطريق التي تربط بين بغداد والصين والسند والهند ، والطريق التي تربط الجزيرة العربية بالشام ومصر ، والطريق التي تربط الإسكندرية وبلاد المغرب ، والطريق التي تربط بين شمال أفريقيا ونيجيريا ووسط أفريقيا
ب - الطرق البحرية الطريق التي تربط البصرة بالهند والصين عبر الخليج العربي ، والطريق التي تربط مصر والهند عبر البحر الأحمر وبحر العرب ، والطريق التي تربط البلدان المطلة على البحر الأحمر والهند وبلدان شرق أفريقيا ، والطريق التي تربط جنوب الجزيرة ببلدان
الساحل الشرقي لأفريقيا عبر البحر العربي .
3 - سلع التجارة : كان هناك نوعان من السلع التجارية في الحضارة الإسلامية ، هما:
أ- سلع الصادرات : مثل الشعير والحنطة والأرز والفاكهة والسكر والزجاج والحرير والصوف والكتان والزيت والعطور .
ب - سلع الواردات : مثل التوابل والعاج وريش النعام .
إقرأ أيضاً : النظام السياسي في الحضارة الإسلامية.
رابعا : العمل المنتج :
يعتبر العمل المنتج قيمة عليا من قيم الحضارة الإسلامية ، خاصة وأن العمل قد ذكر في القرآن الكريم أكثر من 36 مرة وقد أكدت مبادئ الدين الإسلامي تأكيد شديد على العمل المنتج المثمر الصالح ، جعلته مقياسا لسعي الفرد المسلم في أمور الدينية والدنيوية، واعتبرت أن أفضل الكسب كسب الرجل من عمل يده ، وأن الله يحب العبد المحترف ولايحب العبد البطال ( العاطل)، وأن من قصر به عمله لا يسرع به نسبه . كما أن العبادة في الإسلام تتطلب - فيما تتطلب - العمل على إعمار الأرض ، وتسخير موارد الطبيعة، وتوفير حاجات الفرد والمجتمع من المأكل والمشرب والملبس والسلع الزراعية والتجارية والصناعية المختلفة.
خامسا : الأسواق التجارية :
ازدهرت الأسواق التجارية في الجزيرة العربية قبل الإسلام وشكلت ( ما يمكن أن نطلق عليه في وقتنا الحاضر) سوقا عربية مشتركة . وعندما بزغ فجر الإسلام وانتشر بالفتح والدعوة والتجارة ، امتدت هذه السوق بامتداد أراضي الدول العربية الإسلامية المترامية الأطراف وشكلت ( ما يمكن أن نطلق عليه في وقتنا الحاضر) سوقا عربية إسلامية مشتركة بدون حدود سیاسية أو قيود جمركية ، وأصبح الدينار الإسلامي الذهبي عملة عالمية لا منازع لها لقرون عديدة.