مكانة الأسرة والمرأة في الإسلام، أولى الإسلام الأسرة عناية خاصة بوصفها النواة الأولى في بناء المجتمع الإسلامي ، ولذلك فصلت الآيات القرآنية كافة المسائل المتعلقة بالأسرة
نحن سعداء بتشريفكم موقعنا، فأهلا بكم زوار موقع "امـيـر الـحــل" وأهلاً بكم عقلا راقيا وفكرا واعيا وكلنا أمل بأن تجدوا في موقعنا ما تبحثون عنه في شتاء المجالات منها الدراسة والتعليم اخبار النجوم والمشاهير العلوم والتكنولوجيا افلام ومسلسلات روايات وقصص اسئلة وحلول الغاز ثقافية ونسعى أن نقدم لكم ما يسعدك ويطيب خاطركم ونتمنى قضاء وقت ممتع.
في مقالنا هذا سوف نتحدث عن مكانة الأسرة والمرأة في الإسلام وكيف ينظر الإسلام إلى المرأة.
مكانة الأسرة في الإسلام
أولى الإسلام الأسرة عناية خاصة بوصفها النواة الأولى في بناء المجتمع الإسلامي ، ولذلك فصلت الآيات القرآنية كافة المسائل المتعلقة بالأسرة وكذلك فعلت الحضارة الإسلامية ، حيث جعلت الأسرة نواة للمجتمع، واعتبرتها حلقة هامة . من حلقات التنظيم البشري على مر التاريخ. وقد أقر الإسلام أسسا عديدة لبناء الأسرة ، ومن أهم هذه الأسس التي جسدتها الحضارة الإسلامية، نذكر ما يلي :
١- حفظ العلاقة بين الجنسين : بحصر
العلاقة الجنسية في صورة واحدة منظمة بقواعد شرعية هي صورة الزواج المشروع وفقا للكتاب والسنه.
۲ - حفظ النسل والنوع : بجعل الزواج المشروع الطريق الوحيد للإنجاب والحفاظ على النسل والنوع .
٣- تحقيق السكن والمودة والرحمة : فيكون كل من الزوجين سكنا نفسيا للأخر ويكون بينهما مودة ورحمة حتى لا تنحصر العلاقة بين الزوجين في صورة جسدية بحتة.
4 - حفظ النسب : فتقوم الأسرة بدور الحفاظ على أنساب وأحساب الأبناء وأجيال المستقبل.
ه - حفظ الدين في الأسرة : باختيار الزوجة ذات الدين وتعليمها هي وأولادها شؤون العقيدة السمحة حفاظا على الأسرة من الفساد والتفكك .
6 - تنظيم الجانب المؤسسي للأسرة : باعتبار الأسرة مؤسسة أصلية ثابتة ومستمرة في المجتمع تقوم العلاقات بين أفرادها على الحقوق والواجبات .
7 - تنظيم الجانب المالي للأسرة : بتنظيم الميراث والوصية والمهر والنفقة وحقوق المطلقة والحاضنة والمرضع والأقارب .
إقرأ أيضاً : مكانة المرأة وحقوقها في الإسلام.
مكانة المرأة في الحضارة الإسلامية
كانت المرأة في الجاهلية مهددة في حياتها بالوأد ( دفنها حية ) ، ومسلوبة في إنسانيتها ، حيث كانت تعتبر أقل شأنا من الرجل ، ومنتقصة في حقوقها (معامله و میراثا وتملكا ) ، ولما بزغ فجر الإسلام شكل ثورة لتحريرها من عبوديتها الجاهلية وهيأ لها كل سبل الارتقاء الاجتماعي ، ومن أهم ملامح الارتقاء الاجتماعي للمرأة في الحضارة الإسلامية ، نذكر ما يلي:
1- تأكيد إنسانية المرأة : فأكد الإسلام على إنسانية المرأة كإنسان مثلها مثل الرجل وقرر الرسول صلى الله عليه وسلم أن « النساء شقائق الرجال » وبايع النبي النساء كالرجال عند أخذ البيعة .
۲ - تأكيد قدسية حياة المرأة : بتحريم جريمة وأد البنات ودفنهن أحياء التي كانت تمارس في حياة الجاهلية كنوع من القتل، امتثالا لقوله تعالی : (وإذا الموءودة سئلت. بأي ذنب قتلت) [ التكوير ] .كما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إهانة المرأة وعدم إيثار الذكور
عليها بقوله « من كان له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة ، بل إنه اعتبر الجنة (تحت أقدام الأمهات) .
3 - المساواة بين الرجل والمرأة : فقد جسدت الحضارة الإسلامية روح القرآن الكريم في المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات ، حيث لايوجد في القرآن أي تمييز بين الرجل والمرأة على أساس أن هذا رجل وتلك إمرأة ، فإيمان النساء كإيمان الرجال ، وجزاء المؤمنات كجزاء المؤمنين ، وكل آية موجهة إلى الذكور موجهة إلى الإناث وبنفس الصيغ المؤكدة على أن حقوق الرجال والنساء والتزاماتهم متساوية في القرآن ، قال تعالى :( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) [البقرة :۲۲۸] .
4 - احترام الخصوصيات المختلفة للرجل والمرأة : حيث جسدت الحضارة الإسلامية نظرة الدين الإسلامي إلى احترام الخصوصيات المختلفة لكل من الرجل والمرأة الناتجة عن اختلاف الطبيعة البيولوجية والفسيولوجية لكل من الرجل والمرأة التي لا يمكن لأي مخلوق عاقل نكرانها . ولم يكن في احترام هذه الخصوصيات أي مساس بمبدأ المساواة في الحقوق والواجبات .
دور المرأة في بناء المجتمع الإسلامي
من الدين الإسلامي المرأة من القيام بأدوار كثيرة باعتبارها نواة الأسرة كأم وباعتبار الأسرة نواة المجتمع، وقد كان للمرأة أدوارها العديدة في الحضارة الإسلامية ، ولم تقتصر أدوارها على المشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للأسرة والمجتمع، بل امتدت أدوارها إلى المشاركة في الحياة السياسية والعسكرية والعلمية والتعليمية في المجتمع والدولة ومن أهم أدوار المرأة في الحضارة الإسلامية ، نذكر النماذج التالية :
1ـ دور العالم المعلم : ونموذجه دور السيدة عائشة أم المؤمنين وزوجة النبي الكريم
التي اشتهرت بتفوقها في الفقه والرواية للحديث والفتيا والأدب والتاريخ وتعليمها كل ذلك للمسلمين والمسلمات ، وهناك نماذج أخرى عديدة لهذا الدور ممن اشتغلن بالعلم والتعليم .
۲ - دور الجندي المحارب : ونموذجه دور السيدة عكوشة بنت الأطرش التي اشتركت في الحرب بين علي رضي الله عنه ومعاوية ، وهناك نماذج أخرى عديدة لهذا الدور ، حيث كانت المرأة العربية المسلمة تصحب الجيوش في كل المعارك والفتوحات وتشارك فيها بأدوار هامة.
٣- دور الموجه السياسي للحاکم : ونموذجه دور السيدة أم الخليفة المعتز والسيدة أم الخليفة المقتدر التي أصبحت سلطتها أقوى من سلطة الخليفة المقتدر نفسه لرجاحة عقلها وصواب آرائها التي كانت تقدمها للخليفة ،إضافة إلى جلوسها أمام الجميع للاطلاع على مظالمهم .
4 - دور المشارك في الحكم : ونموذجه دور السيدة أم البنين زوجة الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك ، التي كان لها دور كبير في مشاركة زوجها في الحكم والتأثير عليه في أمور عديدة تتعلق بإدارة شؤون الدولة .
ه - دور الملك الحاکم : ونموذجه السيدة أروى بنت أحمد الصليحي التي حكمت الدولة الصليحية في اليمن وكانت من أكثر ملوك اليمن استنارة في تاريخه الإسلامي ، وكذا السيدة شجرة الدر التي تميزت بقوة شخصيتها وحكمها لمصر كملكة في التاريخ الإسلامي .
حقوق المرأة في الإسلام
منح الإسلام المرأة حقوقا عديدة فاق بها كل الحقوق التي منحتها الأديان السابقة للمرأة ، وسجل سبق حضارية بمنح المرأة حقوقا كثيرة في الحضارة الإسلامية لم تعرفها نساء الحضارات الأخرى إلا عند مناداة الفلسفات الحديثة بها. وقد تمتعت المرأة في فترة ازدهار الحضارة الإسلامية بحقوق عامة وخاصة لا مجال لحصرها ، ومن أهم هذه الحقوق، نذكر النماذج التالية :
1- نماذج الحقوق العامة : مثل حقها في حفظ نفسها ( حياة وحرية وكرامة ) ، وحقها في حفظ عقلها ( تعليما وتعبير، واجتهادا) ، وحقها في حفظ دينها ( تدينا واعتقادا وتعبد)، وحقها في حفظ عرضها ( شرفا وسمعةوحرمة )، وحقها في الميراث ( وصية وعطاء وهبة ) ، وحقها في حفظ مالها ( امتلاك وتصرفا وإنفاق ) وسواء كانت زوجة أم أما أو بنتا.
۲ - نماذج الحقوق الخاصة : مثل حقها في قبول الزوج المتقدم لها أو رفضه ،وحقها في طلب الطلاق عند الضرورة، وحقها في الاستمتاع بزوجها، وحقها في حسن معاشرة زوجها لها، وحقها في عدم إهانة زوجها لها، وحقها في عدم إضرار زوجها بها، وحقها في عدالة تعامل زوجها معها إذا كان له أكثر من زوجة ، وحقها في المهر ، وحقها في النفقة.