best tracker
0 تصويتات
بواسطة (499ألف نقاط)

مجالات الإحسان و آثار الإحسان على الفرد والمجتمع

نحن سعداء بتشريفكم موقعنا، فأهلا بكم زوار موقع "امـيـر الـحــل" وأهلاً بكم عقلا راقيا وفكرا واعيا وكلنا أمل بأن تجدوا في موقعنا ما تبحثون عنه في شتاء المجالات منها الدراسة والتعليم اخبار النجوم والمشاهير العلوم والتكنولوجيا افلام ومسلسلات روايات وقصص اسئلة وحلول الغاز ثقافية ونسعى أن نقدم لكم ما يسعدك ويطيب خاطركم ونتمنى قضاء وقت ممتع. 

مجالات الإحسان و آثار الإحسان على الفرد والمجتمع

معنى الإحسان لغةً واصطلاحاً :

الإحسان لغةً: مصدر أَحْسَنَ أي جاء بفعل حَسَنٍ، والإحسان هو الإتقان والإتيان بالمطلوب شرعاً على أكمل وجه وأحسنه. أيضاً الإحسان ضد الإساءة، وهو فعل ما هو حسن وجميل، وترك ما هو سيء وقبيح.

أما الإحسان اصطلاحاً: هو إتقان العمل الذي يقوم به المسلم وبذل أقصى جهد لإجادته ليصبح على أكمل وجه، فإن كان العمل خاصا بالناس وجب تأديته على أكمل وجه وكأن صاحب العمل خبير بهذا العمل ويتابع العامل بكل دقة. كما قد يعني الإحسان الجِدُّ في القيام بحقوق الله على وجه النُّصح، والتَّكميل لها. والإحسان أعلى مراتب الدين.

وحقيقة الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وأن تبذل ما تستطيعه من النفع والخير للبلاد والعباد.

مجالات الإحسان :

ما هي مجالات الإحسان وصوره؟ ليس الإحسان مقصورا على عبادة بعينها، أو عمل بذاته، فإيمان المسلم بربه هو الأساس الذي يدفعه لعمل الخير، ويوجهه إلى أن يصل بعمله إلى الكمال الذي أراده الله تعالى منه، فهو ليس مجرد كلمات يتلفظ بها المسلم ولا مشاعر وأحاسيس قلبية ثم لا يكون لها أثر بعد ذلك في عمله، بل هو إيمان يصاحب المسلم في كل لحظة ويلازمه عند القيام بأي عمل، فإذا عمل عملا قام به وكأن الله قائم علیه مراقب له فهو حريص على أن يقدمه في أفضل صورة يرضاها الله سبحانه وتعالى. 

ولذلك فمجالات الإحسان كثيرة ومتنوعة ومن ذلك ما يأتي :

أولاً ــ الإحسان في العبادة:

المسلم حريص على أداء العبادات كما أمر الله تعالى، فإذا صلي لم تكن #صلاته# مجرد حرکات يقوم فيها ويجلس مرددا خلال ذلك كلمات لا يعي لها معنى في نفسه، بل يؤديها كاملة #بشروطها# وأركانها #وفروضها# #وسنتها# خاشعا مستغرقا فيها، مستشعرا عظمة الله من خلالها، قال تعالى: ﴿لقد أفلح المؤمنون{1} الذين هم في صلاتهم خاشعون{2}﴾ [المؤمنون]. وإذا أنفق عمد إلى أفضل ماله فأنفق منه، قال تعالى: ﴿لن تنالو البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم﴾ [آل عمران,92]. كما أنه لا يتبع إنفاقه بمن أو أذى أو شعور بالاستعلاء على من أنفق عليه، بل ينفق ما أنفق مستشعرا رقابة الله وخوفه ألا يقبل منه عمله، قال تعالى: ﴿والذين يؤتون ما ءاتو و قلوبهم وجله أنهم إلى ربهم راجعون﴾ [المؤمنون,60]. وبهذا المستوى يؤدي المسلم بقية العبادات فيصل بها إلى درجة الإحسان.

ثانياً ــ الإحسان في التعامل مع الناس :

يتعامل المؤمن مع الناس بالإحسان وهو أمر لن يستطيع غيره أن يصل إليه، وتتمثل صورة إحسان معاملة المسلم للناس في مستويين :

* أولهما: أن يعاملهم بما يحب أن يعاملوه به، وما دام الإنسان بفطرته يحب الخير لنفسه، فهو يعاملهم محبا لهم، باذلالهم هذا الخير ما استطاع لذلك سبيلا، وهذا هو الحد الأدنى لتعامل المؤمن مع غيره، قال رسول الله : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

* ثانيهما : أن يؤثرهم فيقدمهم على نفسه فيحب لأخيه الخير ويبذله له مضحية بحقه في سبيل إرضاء أخيه ، قال تعالى: ﴿والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولايجدون في صدورهم حاجه مما أوتو ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون﴾ [الحشر,9].

ثالثاً ــ الإحسان في التعامل مع المخلوقات :

خلق الله الكون بما فيه من أجل الإنسان وسخره لخدمته، فهو أمانة لديه يستعمله وفق منهج ما شرع من أحكام وآداب ، ولذلك وجب عليه أن يتعامل مع جميع المخلوقات بإحسان، فقد حرم الله قتل الحيوانات دون هدف أو حاجة، كما حرم التمثيل بها أو التحريش بينها بغرض اللهو واللعب كما يحدث الآن مما يعرف بمصارعة الثيران أو الديكة بل إن الإحسان في التعامل مع هذه المخلوقات يشمل أمورا قد يتصور الناس أن الإحسان لا يمكن أن يتحقق فيها، وهي صورتا القتل والذبح، ومع ذلك فقد أمر رسول الله المسلم أن يصل بهذا العمل إلى درجة الإحسان . ففي هذا الحديث يضرب لنا رسول الله مثلا للإحسان في التعامل مع هذه المخلوقات بقوله : (فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)، والقتل والذبح هما أكثر صور إزهاق الروح شيوعا، ولذلك ضرب الله بهما المثل في الإحسان عند إزهاق الروح، وإذا كان #للقتل# صور كثيرة لا تحصى فقد أجمل الرسول فيها، منوها إلى أهمية أن يتحقق مبدأ الإحسان فيه، لكنه حدد ووضح صفة الإحسان في الذبح فقال : ( وإذا بحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحد گم شفرته وليرح ذبيحته) فقد أمرنا عند ذبح الحيوان أن نستخدم الوسائل التي تسهل سرعة الذبح حتى لا يتعذب ، وهي دعوة سبق بها الإسلام بتشريعاته وتعاليمه دعاة الرفق بالحيوان في التاريخ المعاصر. 

آثار الإحسان على الفرد والمجتمع :

إن لإحسان العمل وإتقانه آثاراً عظيمة تعود على الفرد والمجتمع بالخير الجزيل في الدنيا والآخرة، ومن ذلك ما يأتي :

1- محبة الله تعالی : إن إتقان العمل طريق لمحبة الله، قال تعالى: ﴿فئاتهم الله ثواب الدنيان وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين﴾[آل عمران,148].

٢- رحمة الله تعالی : العمل المتقن طريق إلى عمارة الأرض وصلاحها والنهوض بها وفق منهج الله، والمسلم يتقن عمله خوفا من أن يرده الله فلا يقبله، ولأنه يطمع في ثواب الله، فينال رحمة الله بقبول عمله وإثابته عليه، قال تعالى: ﴿ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها وادعوه خوفا وطمعا ان رحمت الله قريب من المحسنين﴾[الأعراف,56].

٣- الثواب الجزيل : جعل الله سبحانه وتعالى الإيمان والعمل الصالح ميزان التفاضل بين الناس، قال تعالى: ﴿انا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا﴾ [الكهف,7]. وربط الجزاء بالعمل فقال تعالى: ﴿والله مافي السموات وما في الأرض ليجزي الذين اسئو بما عملو ويجزي الذين احسنو بالحسنى﴾ [النجم,31].

4 - عناية الله ورعايته : وعد الله تعالى عباده المؤمنين أن يكون معهم حافظا وناصرا ومؤيدا ما دام الإتقان ملازما العملهم، قال تعالى: ﴿والذين جهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين﴾ [العنكبوت,69]، وهذا يوسف عليه السلام الذي صبر على بلاء فقد أبيه وأهله، وثبت أمام ابتلاء الله له بمراودة امرأة العزيز له، ومكث في السجن سنوات، ووصل بسلوکه وعمله ذلك إلى درجة الإحسان، فكافأه الله تعالى بأن آتاه العلم والملك ، قال تعالى : ﴿وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع اجر المحسنين﴾ [يوسف,56]

5- تقدم الأمة وعزتها : حينما يصبح الإتقان ملازما للعمل فإنه يحقق نجاحا يدفع المسلم إلى بذل مزید من العمل المتقن المؤدي إلى نجاح آخر . وهكذا تصبح علاقة الإتقان بالنجاح علاقة دائرية كل منهما يصنع الآخر، مما يدفع عملية التنمية بصفة مستمرة إلى الأمام، وبذلك تملك الأمة عزتها وتزداد قوتها، أما إذا ضعف الإتقان والإحسان في العمل فإن

عملية التنمية تتوقف أو ترتد إلى الوراء .

٦- ثقة الناس وحبهم : الإنسان الذي يحسن الناس، ويثقون به، فيكون إتقانه لعمله طريقا النجاحه، ونظرة عجلى إلى الشركات الصناعية نجد أن أعظم الشركات نجاحا هي أكثرها إتقانا لصنعتها، وبالمقابل کم شركة قامت فما لبثت أن سارع الفشل إليها فماتت بسبب تخليها عن إتقان عملها وتجوید صنعتها .

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (499ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
مجالات الإحسان و آثار الإحسان على الفرد والمجتمع

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى امير الحل، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...